تناولت
في مقالتي السابقة تحث عنوان " مفاتيح النجاح " مجموعة من القوانين
العقلية التي يعتبر قانون الاعتقاد أهمها , إلا أنه و من خلال متابعتي للتعليقات و الردود حولها ,
لاحظت أن هناك خلطا بين الاعتقاد في معناه الديني أي ما يعتقده الإنسان حول ربه و دينه, و معناه العام أي كل فكرة اقتنعت بها و رَدَدتها باستمرار في عقلي الواعي و اللاواعي لدرجة أنها أصبحت مبدأ , هذا المبدأ يُحدث الإحساس الذي هو وقود السلوك , إذن الفكرة التي أقتنع بها و أركز عليها أجعل العقل يعتبرها هدفا يسعى بكل ما لديه لتحقيقه , وبما أن العقل يعتبر من أهم نعم الله علينا , وباعتباره أداة جبارة يمكنها الوصول للهدف و ذلك بتحريك كل الطاقات الكامنة لدى الإنسان.
إن
الأفكار تصنع مستقبلنا ؛ فإن كانت هذه الأفكار إيجابية فالعقل يعبئ كل الأفكار
الداعمة لهذه الفكرة , مما يؤدي لاشتعال داخلي ( المشاعر ) هذه المشاعر تؤدي إلى السلوك
– لأن كل سلوك منبعه إحساس – و بذلك يسهل لك العقل الوصول إلى هدفك بفاعلية و بأقصر
الطرق , الفكرة إذا اقتنع بها الإنسان تصبح اعتقادا يسعى العقل لتحقيقه , و بالعكس
إن كانت فكرتي سلبية فاتجاه تفكيري سلبي ؛ أي أن العقل يجمع و يستحضر من الذاكرة
جميع الأفكار السلبية المتصلة بها مما يؤدي إلى اعتقاد قوي بهذه الفكرة , ودائما
العقل يسعى لتحقيق هذا الاعتقاد , لأنه لا يميز بين الإيجابي و السلبي أو الصالح و
الطالح , لكنه مثل الأرض إن زرعت بها شيئا نافعا كان حصادك من نفس نوع ما حصدت , و
إن زرعت أشياء سلبية فلن تحصد إلا القلق و الفشل .
لذا
علينا أن نستعمل هذا العقل الذي هو عبارة عن آلة خارقة فيما فيه نجاحُنا , لا أَن
نهدم من خلاله حاضرنا و مستقبلنا , و قد قيل : " ليس هناك فاشلون ولكن هناك
ناجحون في الفشل " , و هذا جد صحيح فالعقل دائما ينجح في الوصول إلى الهدف
الذي قد حددته له , هل هدفك أن تنجح أو أن تفشل و هناك قولة صينية بهذا المعنى و
مضمونها أنك الآن أين أتت بك أفكارك و ستصبح حيثُ تذهب بك أفكارك .
موعظة:
إن
العقل معجزة من الله و نعمة أكرمنا بها , و خير شكر للنعمة استعمالها في الخير ,
فلا تستعمل عقلك إلا فيما ينفعك و ينفع وطنك و دينك , و لا تضع في عقلك القمامة من
الأفكار لأنها تؤخرك و لا تساعدك على النجاح .
تأصيل
:
قال صلى الله عليه وسلم: “ لا تتمارضوا فتمرضوا “
قال
تعالى في الحديث القدسي : “ أنا
عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء “
قال
الله تعالى: “ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم