جائتني تمشي على إستحياء تستفسر عن ما بها من عقم, وهل من حكمة وراء
ذلك, وهل حلاً للتعايش بإيجابية أم بحثاً وإلتماساً لطب وسبيلاً للعلاج !!
وإنني لأعلم أن قد خلق الله تعالى الكون ووضع قوانينه بإحكام لكل شىء فقد
خلق كل شئ بقدر ومقدار وهو على كل شىء قدير, فهو القابض والباسط وهو بكل
شىء عليم،
ومن فضل رحمته علينا العطاء والمنع؛ فكل من المنع والعطاء آية,
فإن الله يعلم بأفضل مما نعلم, ومن مقتضيات علمه أن يمنع عنا قدر من الأذى
ونحن لا نعلم به فليس كل منع شر .. وهو الذي يعلم ما كان وما سيكون وما لو
كان كيف كان يكون.
فأرى أن هناك العديد والعديد من حكم الله في العقم بدءاً من المادة
الوراثية “الأمشاج” التي قد يحدث فيها طفرات وراثية تؤدي بالمولود لما هو
فيه شر لأهله فيعافيهم الله بالمنع, وربما يكون المولود شقياً فيعافي الله
والديه بالمنع, والعقم في حد ذاته حكمة فبه إستشعار النعمة لدى من أعطي ولم
يمنع عنه, بل وفي المنع لربما إتجاه لكفالة اليتيم آية يلازم بها من كفل
رسولنا صلى الله عليه وسلم بالجنة, أيضاً فيه من الطيبات بالصبر على المنع
فتتفتح أبواب زي العرش العظيم لمن صبر وإنها لحياة قصيرة يأتي من بعدها جنة
لمن صبر فيها يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا ..
فسبحان الرحمن الرحيم وهو القائل “لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء
يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل
من يشاء عقيما إنه عليم قدير “
فالصبر الصبر ولا ضير في إلتماس السبل ورحمات الله بالأنس والرضا لا بالكبر والمقت ..